هل تعرفون الحكمة المثلى في الزواج السعيد؟.. إن الطريقة الوحيدة لجعل الحب يدوم بين الزوجين هو وضع عدد من القواعد التي يمكن أن يسير الزوجان على هدمها، لكن لابد من أن نسأل أنفسنا عن المصدر الذي يمكن أن نستقي منه هذه القواعد؟.. وهل نمضي في إطار نفس القواعد التي سار على دربها الوالدان في مؤسسة الزوجية القديمة؟.. أم نفكر ونجرب أساليب أخرى بديلة تستوعب ايقاعات ومعطيات وآفاق العصر؟.
لقدتم، بهذا الخصوص عقد لقاءات ميدانية مع عينة من الأزواج المعمرين تحدثت عن مجموعة من القواعد السديدة التي يمكن لنا أن نتبعها بعد إجراء تعديلات موضوعية عليها.. أو حتى تغييرها بما يتسق مع المستجدات المجتمعية التي نتعاطى ونتفاعل معها، ومع ذلك فإن تلك القواعد -مهما كانت قديمة- تظل بمثابة المفتاح السحري لعلاقة دائمة تطول بمقدار ما تعطينا الحياة من عمر .. وهنا عرض لتلك القواعد.. لمن يشاء:
1- لاتذهب للفراش وأنت غضبان هذه قاعدة من أقدم قواعد الزواج السعيد، لأن الخلاف يجعل معظمنا غير مرتاح طبعاً ولأن الغضب سواء كان منا أو من الآخرين فهو أمر يجب تجنبه حيث يفسد للود القضية. هناك فكرة أن الغضب علامة على المتاعب في الزواج، لذلك يجب على الزوجين البحث عن حل فوري للخلاص منه والعودة للحالة الطبيعية، أن نقول لأي شخص لاتغضب فمعناه أننا نقول له لا تشعر بالجوع، إن الغضب مسألة نفسية واستجابة كيماوية، لاتستطيع أن تغلقه كحنفية الماء أو مفتاح الكهرباء. ولو استمر الغضب حتى وقت النوم فلا يجب أن تذهب إلى النوم وأنت غضبان فقد يتأثر الزواج السعيد بهذه الحالة، لابد أن يحترم كل طرف الآخر في حالة الغضب فنحن بشر في النهاية، وفي بعض الأحيان يحتاج الزوجان إلى فترة من التهدئة، لكن لو ذهبنا إلى النوم منزعجين فغالباً مانتذكر أننا كنا في حالة غضب قبل النوم، وعليها فقد نستمر على هذا الأمر بعد الاستيقاظ.
2- أحك ماتريده عند النوم: هذه ليست مجرد قاعدة بل من الوصايا المهمة، أخبري زوجك عما تريدينه وقت النوم ولابد أن يحكي كل منا للآخر كيف يتعامل بالصورة التي يريد حيث ضرورات الحياة تملي على الزوجين أحيانا نوعاً من المتاعب لايستقر معها علىالساحل بسهولة. يجب أن يتفهم كل منا مزاج الآخر، فحين يقضي الزوج يوماً رديئاً في العمل يجب أن تركز الزوجة على ما يريد ويحتاج حتى لا يتسبب التواصل في مأساة فضلاً عن أنه قد يراكم متاعب أكثر. التواصل سيف ذو حدين، خاصة حين تكون هناك مسائل معلقة بين الزوجين لم تجد طريقها للحل بعد، وحين يغضب أحدهما مثلاً فقد لايتم تصريف هذا الغضب بالطريقة الصحيحة، ويجب على الزوجين في هذه الحالة أن يتشاركا في الخيالات والطلبات الخاصة التي تثير انفعالات الآخر بسهولة.
3- فليتعامل كل منكما مع أهل الآخر دون حساسيات. من المفترض أن الأم لها التأثير الأكيد على الزوجة، لكن يفترض أيضاً أن يتعامل كل منكما مع أهل الآخر دون حساسيات حتى يدوم الوئام في العائلة. ولو كانت أم أحد الزوجين ذات طبيعةمغضبة فيجب التعامل مع هذه الحالة ينوع من الحكمة، حيث أن الحماة هي المفتاح الأمثل للهدوء الزوجي كما تقضي به المأثورات الشعبة منذ الأزل.
قد يتم الزواج في سن صغيرة فيقضي الزوجان وقتاً عصيباً في البداية، حيث قد ينفجر أحدهما في الآخر بسبب الحماة على الأرجح. ويجب على الحماة أن تحترم حياة الزوجين وتتعامل مع كل منهما على قدم المساواة.
4- لا تستطيع تغيير الآخر.. فلا تحاول، لا تحاول أن تجبر الآخر على تقبل ما تريد، ولا تقبل منه أن يجبرك على نقيضه، فليس المفترض من العلاقة الزوجية السعيدة أن تغير الآخر بل أن تساعده في تعلم أو تجربة ما يريد الآخر منه حتى تمضي الحياة أكثر يسراً. وتقول القواعد القديمة: لا تحاول تغيير الآخر حتى لا تقلب المركب، لكن في العلاقات الإنسانية التي يصمت فيها كل شريك عن استيائه من تصرفات الآخر تفسد حتماً، فمن فضائل الزواج أن نتحدث عمّا يغضبنا من تصرفات الآخر لكن بهدوء حتى لا تنشر التعاسة جناحيها فوق عش الزوجية.
5- لو قضى كل منا حفلة أو مناسبة عائلية بصورة مستقلة فهناك رسالة الى الجميع أن الزوجين في طريقهما للانفصال أو أن هناك شيئاً بالتأكيد يعكر صفو الجنة، إن كلاً من الزوجين مسؤول بدرجة ما عن سعادة الآخر وعن رعايته لكن بدون أن يجعل الآخر يحس بأية ضغوط قد تمارس عليه من قبل الآخر لفرض ما يعتقد أنه الأمر الواقع.
إن قضاء الإجازات هو الترمومتر الذي يمكن لأي زوجين أن يقيسا به مقدار الانسجام بينهما، فهو المعنى الإيجابي للحياة معاً لكن عليك أن تمنحه الشكل الذي تريده منه، امنح الآخر حرية أن يختار مثلك لكن معك، هناك أعراف عملية أو دينية أو اجتماعية تجعل كلاً منهما يؤيد وجهة نظر الآخر في التعبير عن نفسه بالصورة الصحيحة. كما أنها فرصة لتسوية بعض المسائل المعلقة بينكما منذ زمن.
وفي النهاية نحن لا نضع قواعد للجميع بل على كل منا أن يضع قواعده الخاصة حتى تمضي سفينة الحب والزواج الى مستقر سعيد.