عمر بن الخطاب ثاني
الخلفاء الراشدين ومن أصحاب
الرسول محمد، الملقب ب "الفاروق"، ووفقاً للعقيدة
السنيّة هو
أحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن
علماء الصحابة وزهّادهم. يعد أوّل من عمل بالتقويم
الهجري. في عهده
فتحت بقية
العراق وشرقه
ومصر وليبيا والشام وفلسطين وفارس وخرسان وشرق
الأناضول وجنوب
أرمينيا وسجستان (
افغانستان الآن)، وصارت
القدس تحت ظل
الدولة الإسلامية والمسجد الأقصى ثالث الحرمين الشريفين تحت حكم
المسلمين لأول مرة. وفي عهده قضى على إحدى أكبر قوتين في زمانه وهي الدولة
الساسانية، وأنهى
الوجود البيزنطي في مصر والشام.
نسبه
هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي
[1] بن غالب
[2] بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وهو أبن عمّ
زيد بن عمرو بن نفيل الموحد على
دين إبراهيم.
أمه حنتمة بنت هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وهي ابنة عمّ كلاًّ من
أم المؤمنين أم سلمة والصحابي خالد بن الوليد. كما تعتبر أمه ابنة عم
أبو جهل[3].يجتمع نسبها مع النبي
محمد بن عبد الله في كلاب بن مرة
[2].
لقبه "الفاروق" وكنيته "أبو حفص"، ويرجع سبب إطلاق
المسلمين السنة لقب "الفاروق" على عمر ابن الخطاب، لأنه حسب الروايات أنه أظهر
الإسلام في
مكة المكرمة وكان الناس يخافونه، فيعتبرون أن فرق الله به بين الكفر والإيمان
[4] وإن كان
الشيعة يرون أن من لقب بـ "الفاروق" من قبل النبي
محمد بن عبد الله هو
علي بن أبي طالب.
[5] وكان منزل عمر في
الجاهلية في أصل الجبل الذي يقال له اليوم
جبل عمر، وكان اسم الجبل في الجاهلية العاقر وبه منازل بني عدي بن كعب، وكان عمر من
أشراف قريش، وإليه كانت السفارة فهو سفير قريش، فإن وقعت حرب بين قريش وغيرهم بعثوه سفيراً
[6][7].
مولده ونشأته
ولد بعد
عام الفيل وبعد مولد الرسول بثلاث عشرة سنة
[8]. نشأ في
قريش وامتاز عن معظمهم بتعلم
القراءة. عمل راعياً للإبل وهو صغير وكان والده غليظاً في معاملته
[9]. وكان يرعى لوالده ولخالات له من بني مخزوم. وتعلم
المصارعة وركوب الخيل والفروسية، والشعر. وكان يحضر
أسواق العرب وسوق عكاظ ومجنة وذي المجاز، فتعلم بها
التجارة[10]، وأصبح يشتغل
بالتجارة، فربح منها وأصبح من أغنياء
مكة، ورحل صيفاً إلى بلاد
الشام وإلى
اليمن في الشتاء، واشتهر بالعدل
[11] مظهره وشكله
كان عمر بن الخطاب أبيض البشرة تعلوه حمرة، وقيل أنه صار أسمر في
عام الرمادة حيث أصابته مع المسلمين مجاعة شديدة.
[12] وكان حسن الخدين، أصلع الرأس. له لحية مقدمتها طويلة وتخف عند العارضيان وقد كان يخضبها بالحناء وله شارب طويل
[13].
أما شاربه فقيل أنه كان طويلاً من أطرافه وقد روى
الطبراني، قال: حدثنا عبد الله بن
أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا
إسحاق بن عيسى الطباع قال رأيت
مالك بن أنس وافر الشارب فسألته عن ذلك فقال حدثني
زيد بن أسلم عن عامر بن
عبد الله بن الزبير أن عمر بن الخطاب كان إذا غضب فتل شاربه ونفخ
[14].
كان طويلاً جسيماً تصل قدماه إلى الأرض إذا ركب الفرس يظهر كأنه واقف وكان أعسراً سريع المشي. وكان قوياً شجاعاً ذا هيبة.
[12] عائلة عمر
تزوج وطلق ما مجموعه سبع نساء في الجاهلية والإسلام وله ثلاثة عشر ولدا[15]، وهن زوجاته قبل الإسلام
- قريبة بنت أبي أمية بن المغيرة بن مخزوم، أخت أم المؤمنين أم سلمة، بقيت قريبة على شركها، وقد تزوجها عمر في الجاهلية، فلما أسلم عمر بقيت هي على شركها زوجة له، حتى نزل قوله تعالى ] ولا تُمَسِّكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ [ [ الممتحنة - 10 ]. بعد صلح الحديبية طلّقها ثم تزوجها معاوية بن أبي سفيان وكان مشركاً، ثم طلقها. ولم يرد أنها ولدت لعمر.
- أم كلثوم أو (مليكة) بنت جرول الخزاعية: تزوجها في الجاهلية ولدت له زيدا، وعبيد الله، ثم طلقها بعيد صلح الحديبية بعد نزول قوله تعالى:- (ولا تُمَسِّكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ)، فتزوجها أبو جهم بن حذيفة وهو من قومها وكان مثلها مشركاً.
- زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح: أخت عثمان بن مظعون، تزوجها بالجاهلية في مكة، ثم أسلما وهاجرا معا إلى المدينة ومعهما ابنهما عبد الله بن عمر. وولدت له حفصة أم المؤمنين وعبد الرحمن وعبد الله.
زوجاته بعد الإسلام
إسلامه
أسلم عمر بن الخطاب في
ذي الحجة من السنة السادسة من البعثة
[21] وذلك بعد إسلام
حمزة بن عبد المطلب بثلاث أيام
[22]، وقد كان عمره يوم بعث النبي
محمد بن عبد الله ثلاثين سنة، أو بضعاً وعشرين سنة، على اختلاف الروايات. وقد سبقه إلى الإسلام تسعة وثلاثون صحابياً فكان هو متمماً للأربعين
[بحاجة لمصدر]، ووفق المصادر
السنية فإنه قد استجاب الله به دعوة
الرسول محمد بن عبد الله، إذ قال: «اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب. قال: وكان أحبهما إليه عمر