لا تنسى
قال تعالى (( فلما نسوا ماذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أتوا أخذناهم بغتةً فإذا هم مبلسون فقطع دابرُ القوم الذين ظلموا والحمدُ لله رب العالمين ))
النسيان نعمة من الله تعالى انعم بها على بني البشر ولكن النسيان غير محمود في كثير من المواطن وللأسف أصبح النسيان اليوم شيمة من شيم الأمة العربية المسلمة في هذا الوقت بالذات فنسيت كل ما هو اساسي وجوهري ونسيت كثير من القضايا التي تشكل مرتكزاً هاماً في أساس وجودها واستمرارها فبهذا النسيان او التناسي وقعت المعاهدات وأجرت المؤتمرات واستبدلت السمين بالغث والجوهر بالمظهر وحادت عن الطريق لقاء منافع زائلة بزوال أسبابها والناظر الى واقعنا اليوم يرى أن العالم قد شهد تقدماً ملحوظاً في كافة المجالات وفي كافة الميادين خلال الخمسين سنةً الماضية لم يشهد له مثيلاً خلال الألآف الغابرة من السنون واقترن هذا التقدم بحياد البشرية قاطبةً عن الحق والسير في ركب الهوى والضلال والظلم المطقع الذي خيمة سدوله على هذا الكون فهل تكافئ البشرية على هذا الظلم والإستعباد بهذا التقدم والإنفتاح؟
لقد تجلت حكمة الله عزوجل كما تناولتها الآية الكريمة بتناسي بني البشر لقواعد الحق والعدالة والسير في طريق الظلم والانحراف ففتح الله عليها ابواب كل شيء من العلم والتقدم في مختلف المجالات والميادين ومن ثم أخذهم الله بغتتاً بذنوبهم ومعاصيهم التي طغت واستشرت في المجتمع ولم يعد هنالك رادعاً او رقيب ينهاها أو يرشدها فخطلت الحابل بالنابل وبلغ السيل الزبى وأصبح الكلُ في بوتقةٍ واحدةٍ لاينتج عنها إلا ما هو فاسد فكان لابد من التغيير الإهي الحكيم جل في علاه في سنن الحياة لكي تستقيم وما الامراض التي تصيب العالم اليوم والكوارث المادية والأخلاقية والإجتماعية إلا بسبب نسيان هذه البشرية للمنهج الرباني السليم والإنحراف عن أسس الحق والفضيلة .
فيا أخي المسلم تذكر ولا تنسى ان الله لاينسى إذا انت نسيت فتذكر منهج الله السليم وتذكر أن لك اخوت يعانون الأمرين في بقاع هذا العالم فتذكر ان لك قضايا لا يغتفر النسيان لها كأوطاننا المسلوبة والتي مازلت تقبع في أيدي المحتلين وذكر أبنائك بها حتى لاتنسى الأجيال القادمة قضيتها الرئيسية .