فقرة أسبوعية ترصد أخطاءً قاتلة ارتكبها مدرب أو لاعب أو جمهور أو حكم أو رئيس نادٍ وكانت لهذه الأخطاء الأثر الكبير على الخريطة الكروية في العالم.
هناك العديد والعديد من الأخطاء التاريخية التي لا تنسى وحلقة اليوم هي عن الخطأ القاتل الذي ارتكبه ملك الكرة الإيطالية اليساندرو دل بييرو في نهائي بطولة أوروبا 2000.
مالديني, كانافارو, نيستا, زامبروتا, ألبيرتيني, توتي وعلى رأسهم الملك أليساندرو دل بييرو نجوم وضعت عليها الجماهير الإيطالية كامل ثقتها بتعويض الإخفاق الذي لحق بالأتزوري في مونديال 1998 والخروج أمام المستضيف فرنسا بركلات الجزاء الترجيحية آنذاك.
بالفعل كانت انطلاقة الموج الأزرق رائعة في بطولة أمم أوروبا 2000 بالفوز في المباراة الأولى على العنيد منتخب تركيا 2-1 , وكان الفوز في المباراة الثانية على مستضيف البطولة منتخب بلجيكا 2-0 إشارة قوية جداً على أن الإيطاليين عازمين على العودة بالكأس للمرة الثالثة في تاريخهم مؤكدين على ذلك بفوزهم في المباراة الثالثة على السويد 2-1.
مهمة الدور الثاني أجتيزت بنجاح, بالفوز على المنتخب الروماني 2-0, لكن ولسوء حظ الإيطاليين القرعة أوقعتهم مع المستضيف الثاني للبطولة وهو المنتخب الهولندي بعد أن قابلوا المستضيف الأول بلجيكا في دور المجموعات, ما حدث في نصف النهائي جعل كل إيطالي يؤمن أن البطولة "لن" بل استحالة أن تفلت من أيديهم كيف لا ولديهم حارس اسمه تولدو تعلمق وتصدى لركلتي جزاء هولنديتين ليس هذا فحسب بل أن أصحاب الأرض عجزوا عن تسجيل هدف على الرغم من أن إيطاليا أكملت المباراة بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 34 من الشوط الأول لتصل المباراة إلى ضربات الجزاء ليظهر الساحر تولدو مرة أخرى ويرجح كفة بلاده للوصول إلى النهائي.
إنها فرصة الطليان للانتقام من الفرنسيين ويا له من موعد لرد الثأر إنه نهائي أوروبا 2000.. الدقائق تمر والحكم يعلن نهاية الشوط الأول وسيناريو التعادل السلبي يعيد لجماهير الفريقين ذكريات كأس عالم 1998 عندما انتهت المباراة بالتعادل السلبي, لكن سرعان ما انفجر الشبان والشابات والأطفال في ميلان وتورينو وروما وجميع المدن الإيطالية فرحاً بتسجيل البديل دلفيكيو الهدف الأول وربما هدف الفوز بالبطولة.. ومع مرور الدقائق اضطر الفرنسيون للهجوم وترك الثغرات ومن منا لا يعرف مرتدات الإيطاليين الخطيرة فها هي الأولى تصل إلى الملك دل بييرو والذي ارتكب خطأً قاتلاً بإضاعة فرصة هدف محقق جداً, كانت كرة عرضية متقنة وسهلة إضافة إلى أن الحارس الفرنسي بارتيز كان يقف في موضع خاطئ إلا أن أليكس وبشكل غريب لم تتوعد عليه جماهير اليوفي وإيطاليا سددها سهلة إلى أقدام بارتيز, ولم يكتفِ دل بييرو بهذا بل أضاف خطأً قاتلاً إلى الخطأ القاتل السابق مضيعاً انفرادة سهلة فبدلاً من تصبح النتيجة 3-0 بقيت 1-0, وفي كرة القدم "الكرة تعاقب من لا يسجل", وإيطاليا عوقبت في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع بتلقي شباكها هدف التعادل, كانت صدمة كبرى أضاعت التركيز لا أحد يصدق ما حصل ليتستغل القناص تريزيغيه هذا التوهان مسجلاً الهدف الذهبي في الأشواط الإضافية مهدياً البطولة للديوك ومعاقباً دل بييرو على أخطائه القاتلة